خاطرة حوار مع سحابة من داخل سجن الاحتلال الاسرائيلى

من طرف **yaheaissa** السبت يونيو 30, 2012 4:08 pm

خاطرة حوار مع سحابة من داخل سجن الاحتلال الاسرائيلى

هذه القصيدة للشاعر الفلسطيني محمود مصلح.. كتبها قبل عدة سنوات خلال وجوده في معتقل مجدّو في فلسطين

سحابٌ مرَّ فوقَ السّجنِ يعدو على الأحبابِ قدْ أضناهُ وَجْدُ

يفيضُ الدّمعُ من عينيه نهراً تَوَهّجَ منه وَجْناتٌ وخدُّ

يُولولُ كالثّكالى بانتحابٍ فيصدرُ عنه مثلَ القَصْفِ رعْدُ

فقلتُ: أيا سحابُ، عَلامَ تبكي وأنت الحرُّ في الأجواءِ تعدو؟

عَلامَ الحزنُ لا يجفوك خلٌّ وما يؤذيك سجّانٌ وقيدُ؟

فقال، وقد تريَّثَ: إنَّ حُزني عليكم يا أحبّةُ في (مجدّو)

يمارسُ بطشَهُ فيكم عدوٌّ دنئ النّفسِ والأخلاقِ وغدُ

يصبُّ عليكم الأهوال صبّاً ويملأُ قلبَهُ المُسوَدَّ حقْدُ

حمدتُ اللهَ أن أزجى سحاباً صديقاً طبعُهُ صدقٌ ووُدُّ

وقلتُ: أيا سحابُ جُزيتَ خيراً بودِّك، طولَ عمْري، سوف أشدو

ولكن يا سحابُ، إليك منّي عظاتٍ كالهدَّيةِ لا تُردُّ

فانّي رغمَ قيْد الأسرِ حرٌّ وبرجُ السِِّجنِ للسّجّانِ قَيد

ولي في السّوطِ يلسعُني ثوابٌ وتأنيبُ الضّميرِ عليه جَلْدُ

وينفُثُ سُمَّهُ فيموت منهُ وذكري في الورى عطرٌ وورْدُ

ونومي رغم أصفادي هنيءٌ وليلُ السّجنِ للسّجّان سُهْدُ

نرى الآلافَ إنْ كرّوا علينا كأنَّ الألفَ في العينينِ فرْدُ

ويقبلُ شبلُنا فرداً عليهم كأنّ الطّفلَ في الأنظار حش

يظنُّ البغيُ، مَوهوماً، سينجو ولكنْ حتفُهُ حقٌّ ووعْدُ

تَجلَّدْ يا سحابُ، فليسَ يُجدي دموعٌ منك، أنّاتٌ وَوَجْدُ

وبلّغْ أهلنا أنّا بخيرٍ وأنّا ضمَّنا في القيدِ عِقْدُ

وقلْ لجموعِ شعبي لا تهابوا أمِدّوا العِقْدَ حبّاتٍ أمدّوا

فأنتم للوغى أمضى سلاحٍ وأنتم للفِدا والنّصرِ جُنْدُ

أعدّوا للمعاركِ ما استطعتمْ فإنَّ اللهَ يأمركمْ: أعدّوا

فمَنْ ألِفَ الكرامة فهو حرٌّ ومَنْ ألِفَ المهانةِ فهو عبْدُ

لنا الأخرى، ولكنْ سوف نحيا كسانا من ثيابِ العِزِّ مَجْدُ

نقاتلُ، نفْتدي الأوطانَ، نشقى لتحيا بعدنا (قدسٌ) و(لُدُّ)

يُعَدُّ الحرُّ عند الموتِ حيّاً وحيُّ الذّلِّ في الموتى يُعَدُّ

كنوزُ الأرضِ لو عُرِضتْ علينا مقابِلَ أرضنا فالرّفضُ رَدُّ

سلامٌ، يا سحابُ، إليك منّي ويا سجنَ الإباءِ، إليكَ وُدُّ

(مجدّو) للبطولةِ أنتَ مَهْدٌ وللباغي الغَداةَ لأنتَ لَحْدُ

من الأعداءِ لو مُتْنا جميعاً يميناً سوف نثأرُ يا (مجدّو)